اخوتي واخواتي هذا الموضوع هو من كتاب تاملات من حياة كاهن للأب يوسف جزراوي
ونشره في اكثر من 27 موقع ومن ضمنها القوش
وانا بدوري مصصم ومنضد الكتاب الذي راى النور اواخر صيف 2008
رايت ان خاطرة ( المجتمع الشرقي وبكاء الرجل ) قد سرقت ونزلت باسم
الذيب مدير منتدى القصص التاملية دون الاشارة الى اسم الكاتب او الموقع الذي اخذخ منه المقال. لذا اقتضى التنويه ولياخذ كل ذي حق حقه
كاتب الليل
المجتمع الشرقي ..... وبكاء الرجل
انطبعت في اذهاننا كشرقيين منذ الصغر صورة الرجل الشرقي ، ذلك الرجل (العنيد _ الصلب _ القاسي _ الخشن واظيفوا انتو ما تريدون.....)وفي مجتمعاتنا العربية الذكورية بات بُكاء المرأة منظرًا بديهيًا، بل مقبولاً ، اما بكاء الرجل فهو من المناظر المحضورة بل المُعيبة (لاتبكي انت رجال ) فاصبح من المتعارف عليه ان البكاء من شيمة النساء!
فلأ بّد لنا من التخلص والتحرر من تلك الذهنيات العتيقة التي تكبل مجتمعاتنا الشرقية
وللاسف هذه هي ذهنية مجتمعاتنا العربية التي تؤمن أن البقاء للاقوى .... ليكبت الرجل دمعته خوفا من اقاويل المجتمع، ونعته باضعيف! وفي ظل عاداتنا وتقاليدنا الشرقية اصبح بكاء الرجل عيبًا ( عيب لاتبكي؛ البكاء للنسوان) ( عيب عل زلم تبكي)!!!!مما جعل تلك المجتمعات توصف دموع الرجل بالضعف والاذلال والانصهار للرجولة !
دمعة الرجل دمعة عزيزة وغالية لانها لا تسال بأي وقت ؛لذا ارى في دموعه صدق واحاسيس وتعبير وليس انكسار كما يرى الكثيرون!
فالكثير يعتبر دمعة الرجل ضعفًا ولا سيما إذا كانت في سبيل امرأة....ويرون في دمعته مظاهر اهتزاز الرجولة! !والبعض الاخر يقول لماذا لا يخفي الرجل دمعته ويبكي بصمت ..... لكنّني اقول :ولماذا هذه الظاهرة المتصنعة...
يقولون تبكي المرأة لأنها ضعيفة. ويزيدون : البكاء سلاحها وفي دموعها طوفان يغرق فيه امهر السباحيين من
الرجال ......اما الرجل يبكي بخفاء وبصمت ولكنّني اتساءل: أليس الرجل انسان من لحم ودم ؟ أهو مخلوق من فولاذ؟ أهو سوبرمان؟ أم هو مجرد صخرة خالية من المشاعر والاحاسيس؟
اؤمن ان لاعلاقة بين الرجولة والبكاء فدموع الرجل دموعليست دموع رخيصة معتاد عليها بل تذرف نتيجة فراق اختناق وكبت وصراعات أو نتيجة غربة ووحدة.
البكاء شعور انساني ليس حكرًا للمرأة دون الرجل ........ فدموعك ليست نقصًا في رجولتك ، بل رمزًا لانسانيتك، لانك انسان قبل كل شي بين جوانحك قلب ينبض!
في دموعك راحة للذات لما يحتويه من صراعات داخلية انها متنفسك وتغسل قلبك وتطهره وتزيل الغصة عنه
وقد يبكي الرجل لفقدان إنسان عزيز عليه وهذه ظاهرة اجتماعية نابعة من صميم إنسانيتنا .......
والسيد المسيح له المجد، بكى لوفاة لعازر بعد ان طفح حزن الفقدان في قلبه .
ويبكي الرجل لخيانة صديق او حبيبة او زوجة ولا اتعس من الخيانة ولا اقبح ولا ارخص من الخائن ..... والخيانة اشكال وانواع وهي ليست مقتصرة على الامور الجسدية. بل هناك خيانة النظر والمواقف والكذب ...........
وقد تسيل دمعة الرجل ازاء حدثًا مفرحًا ....
او يبكي متى مكان الرجل صاحب ضمير حي ونفس ندامة.
انها دموع الوداع والسفر والرحيل وربما كلنا قد اختبرنا مثل تلك الدموع!
ختامًا اذهب لاقول:
دمعة الرجل ليست رخيصة بل لها معاني و مدلولاتها ولاسيما لدى صاحبها!وهي دمعة حرة !
ومنذ متى تستاذن الدمعة من عين صاحبها
ان تكون انسان يعني ان لعيونك دمعة!! فحق من حقوقك كأنسان ان يكون لعيونك دمعة، ولدموعنا ذكريات ومواقف خالدة!!
الأب يوسف جزراوي
كاهن لا تيني
هولندا_ هارلم
منقول من موقع عنكاوا الصفحة الرئيسة
كاتب الليل