خارج حدود النص

خارج حدود النص


هذه الرحلة بحرآ عبر الأطلسي أخذت من وقتي أكثر مما كنت أتوقعه . بعدما فعلت كل مابوسعي من أجل توفير ثمن بطاقة السفر على متن هذه الباخرة وأعدت العدة لأجل الرحيل فكان علي شراء كميات كافية من الجبنة (الرخيصة) وكثيرآ من الخبز مايكفي طول مدة الرحلة والتي هي ثلاثة أسابيع .
هكذا بدأت الباخرة تغور أعماق مياه المحيط . أعداد هائلة من (الدولفين) كانت تقفز يمينآ ويسارآ مرحبة بنا أجمل ترحيب وقد أعتبرتها أشارة سلام بأن كل شئ سيسير على مايرام .
أما في الداخل ، فبالجملة كان المسافرون وهم يدخلون فرحين الى صالة الطعام الراقية ذات الديكور الرائع للتمتع بأشهى أصناف المأكولات وكم كنت أتمنى لو حالفني الحظ أن اكون واحدآ منهم للأنقضاض على ذلك ال (بوفيه المفتوح) !
كنت أكتفي بالآنزواء خارجآ لأنشغل وبكل خجل في التهام قطع الجبنة والتي صار طعمها يتغير بمرور الأيام . كثيرآ ماكنت أراقبهم بينما أياديهم على بطونهم وهم يتبادلون مزحة بأنهم في أمس الحاجة الى ريجيم قاس فور أنتهاء الرحلة !
قاربت الرحلة على نهايتها ، وفي صباح اليوم ماقبل الأخير أقترب مني رجل كان قد تخطى الستين بقليل ليبادر بالقول بعد ال (الكود مورننك ) : أرجو أن لاأكون متطفلآ في سؤالي ولكني أراك دائمآ خارج قاعة الطعام عندما يحين وقت أي وجبة معتكفآ على قليل مما يبدو لي أنه جبن وكثير من كسرات الخبز ، فما السر في ذلك ؟
-أجبته : نعم ياسيدي صدقت فكل هذا كان متاحآ ولكن ماالفائدة أذ لم يكن لي النقود للدخول ثم المشاركة بطعام حار يسيل له اللعاب !! فأنا بالكاد وفرت ثمن تذكرة السفر .
هنا قاطعني الرجل قائلآ وهو يهز رأسه يسارآ ويمينآ بأستغراب شديد :
ومن قال لك أنه ينبغي عليك أن تدفع ؟ سيدي يبدو أنك لاتعلم أن ثمن هذه الوجبات الفاخرة والتي كنت تخشى مجرد الأقتراب منها هي من ضمن ثمن تذكرة السفر ومن الساعة الأولى التي وطأت قدماك أرض الباخرة هذه .........نعم فالأكل (in...clu..de..) هكذا قالها وبلهجة الواثق من نفسه تمامآ وعاد ليلوكها ثانية وثالثة.....
في طريق العودة كانت طيور النورس تحوم حول الباخرة والهواءالمائل الى البرودة يداعب أجنحتها وهي تعلو ثم تتعمد نازلة بسرعة الى مياه المحيط وكأنها تريد ملامسة زوجين من ال (دولفين )المسرعة التي كانت تعلو بقفزاتها الرشيقة لتودعنا......
بينما كنت أتامل تفاصيل هذه اللوحة الرائعة والتى كانت لمسات الباري عليها واضحة بما لايقبل الشك ، قفز في ذهني هذا السؤال :
ياترى كم عدد الذين هم على شاكلتي ، أنا المسافر الساذج جدآ نعم الساذج وبأمتياز !!
في رحلة العمر هذه وعلى متن سفينة الحياة تلك كم من البركات والنعم خسرت ولم ألبي الدعوة ، لابل ( بيني وبينكم ) لم أكترث بها وتماديت في الأستهزاء بوجودها أو بمن تكلم عنها !
كم وكم كنت قد أزدريت بدعوة الرب ومطاردته لي وفي أكثر من مناسبة لأجل أن أقبل الخلاص المعد لي ! أكتفي بالقليل من الجبنة البائتة الملفوف بخبز يابس كألتفافي ودوارني حول ذاتي وفي كل مرة تراني منزويآ في ركن لأستحي من نفسي وقبل أن أستحي من الآخرين أالف ذاتي وأكورها صغيرة صاغرة بأقرب خطيئة تطولها يدي لألفها حول ذاتي المكورة المتعجرفة تلك !
أجهل بل قل أتجاهل أن في مخازن الرب من بركات ونعم مايفوق تصوري . وأن أدركت أن الخلاص أمر معد لي ولكل المسافرين في رحلة الحياة هذه و (ب..ب..لا..ش ) فكل الذي نعمله و ببساطة أن نقبل هكذا خلاص مجاني.
أما عن نفسي ...فلقد حان وقتي لتلبية الدعوة هذه المرة لأتقدم وأنا نادم ومعترف بكل خطية و بكل ثقة لأجل الجلوس على طاولة المأدبة السماوية الجاهزة المعدة مقدمآ لأجد مقعدآ في أنتظاري وبأحرف بارزة منقوش عليها أسمي .......
تقترب الباخرة من الشاطئ ، يوقضني بوق الباخره من تأملي لأرى جموع المستقبلين في أنتظار ، تلوح أياديهم ...ممزوجة بحركات بهلوانية لطيور تعلو في الأفق على أمل لقاء آخر...
أترجل سلالم الباخرة .....هنا أدركت أنني قد نسيت شيئآ ما ، أعود مسرعآ .....أدخل أول غرفة واضعآ على أقرب رف أصادفه ، ( كبريائي )......وأنطلق.......

عاشت الايادي يا بيتر على القصه الجميله منك تسـلم يا
دمت تحت حمايت الرب يسوع المسيح

جزيل الشكر لك يا عزيزتي حليثا دالقوش وملاحظتك تدفعني لكتابة المزيد .... وليحفظك الرب .

عزيزي Peter Adam
شكرا جزيلا عزيزي
بكلمات فقيره لكن استغنينه بها كما كان الرب فقير لكن بفقره اغننا كلمات تداعب النسيم الطاثر على شواطئ الكبرياء لكي نمد ايادينا بعد ان نقطع تذكره سفر ولكن لست انا من دفع التكاليف انا فقط استلم البطاقه ومجاننا
وفيها كل البركات فقط اعمل شئ واحد اقول بكلمات تحرج من قلبي وبايمان صادق ((( اقبلك يارب سيد على حياتي وتكون ملك على حياتي قود سفينه حياتي بمحبتك وقداستك واجعلني ابنا لك لكي اتمتع بالابويه واستطيع ان انصلي الصلاه ..... ابانا الذي في السموات لاني اخترتك بل اخترتني انت قبل تاسيس العالم اسلم حياتي بين يديك غيرني شكل الطينه التي انا مصنوع منها الى فخار يمجد اسمك ولك اعطي كل المجد من الان والى الابد .... امين ثم امين
الرب يباركك عزيزي
لقد تذوقت سلام المسيح وهو معنا يسير معنا وهو في البيت معنا وفي العمل وفي كل مكان وبيديه ماء لكي نشرب لكن مع الاسف نتركه لكي نذهب الى الابعد وكانه ليس معنا ونحفر ابار مشققه يا لتعستنا وخيبه املنا لاننا نفشل في نفوسنا لاننا ليس لنا ايمان الا ان نراه في ام عيوننا
شكرا عزيزي على الموضوع الجميل جدا وفيه معنى روحي

انا اسف لكن يدي كتبت بدون ان ادري ننتظر منك الاجمل

تسلم عالقصة الجميلة وما بيها من مشاعر بريئة ننظر المزيد وشكرا

عزيزي عماد :
كلماتك هي غاية في التشجيع ، شكرآ لمحبتك التي بدت لي في غاية الوضوح مابين الأسطر عبر مداخلتك للموضوع .

عزيزتي توتة البغدادية ،
أنني في غاية الأمتنان لك .
ماورد في أنطباعك عن الموضوع لهو دافع لي بالأستمرار والتواصل .
نعم في جعبتي المزيد.....فأنتظري .