هل كنيسة الله على الارض معصومة؟ وهل كان أحد القديسين والاباء معصوم؟ لو كانت كنيسة الله على الارض معصومة ولا تُخطيء؟ فلماذا كلم السيد الرب يسوع المسيح القائم من الاموات كنيسته, بكل اجزائها السبعة, ومن نشأتها إلى نهايتها وبكُلِ مراحلها, أفسس وسيمرنا وبرغامس وثياتيرة وساردس وفيلادلفية ولاودوكية ونبهها عن أخطائها وزلاتها؟ ولما عاتبها على زلاتها؟ فأنّْ كانت الكنيسة لا تُخطيء ؟
فمن عاتب الرب؟ ومن نبه على الاخطاء والزلات؟ فأين العصمة التي نتكلم عنها نحنُ البشر وندعيها؟
والكنيسة لا تشمل هذهِ المراحل فقط! بل تشمل
كُلَ الآباء مثل آدم وحواء وأخنوخ ونوح وإبراهيم وسارة, وموسى وهارون, وصموئيل, وداؤد وسليمان وإيليا وكلَ الذين خلصهم إيمانهم بالفداء العتيد أَنْ يأتي ولم يحظروه أو يُشاهدوه, بل آمنوا
بالعتيد القادم وصدقوا المواعد التي بها سيخلصون ! وبها وبسببها خلصُت أرواحهم وأجسادهم!! فمن منهم جميعاََ لم يُخطيء؟ او كان من قريبِِ او بعيد منزه عن الخطأ والخطيئة؟
ومَنْ مِنْ كُلِ الآباء منذُ التكوين والعهد القديم بكلِ أنبيائهِ
لم يُخطيء او كانَ معصوماََ عن الخطأ؟ هل كان إبراهيم او موسى او داؤد او سليمان او صموئيل
معصوماََ عن الخطأ والخطيئة؟ فإِنْ كان الآباء والانبياء
غير معصومين وأخطائهم مسطرة في صفحات العهد القديم! وإِنْ كان رُسل الرب يسوع المسيح غير معصومين وأخطائهم مسطرة في العهد الجديد! وإِنْ كان الرب يُخاطب كنيسته بكُلِ مراحلها السبعة لغاية نهاية الازمنة وينبهها عن زلاتها وأخطائها وإنقسامها ! فأين العصمة التي نتكلم ونتشدق بها؟
لو لم تُخطيء الكنيسة بكُلِ مراحلها لغاية يومنا هذا! فلما إجنمعت المجامع؟ ولما رسمت حدود الايمان الصحيح والمقبول, ورفضت الهرطقات والبدع, أليسَ لأَنَّ الاخطاء تلازم البشر والمؤمنين بكل مراحلِ تطورهم وإيمانهم؟ فمن أخطأ إذن وكان السبب
بتقسيم كنيسة المسيح إلى كُلِ الاقسام والشيع التي نراها اليوم؟ هل كنيسة المسيح, وجسد المسيح الواحد متجزء ومنقسم؟
ولما تَمَّ تقسيمه؟لو لم تُخطيء الكنيسة برجالاتها التي يقودوها, فلما تجتمع المجامع وأول أعمالها تدرس
مقررات سابقتها من مجامع وتقر او تضع نصب عينيها رفض مقررات سابقتها ؟ واول ما تبدأ تكتب, تُقِر ونُبقي القرارات السابقة على ما هي عليه! فإِنْ كانت ايِِ من المجامع الاولى معصومة, فهل يناقش المعصوم او الذي لا يُخطيء؟
لو كانت قرارات رجال ومسوسي الكنيسة معصومة ومنزهة ! فلما صدرت
صكوك الغفران؟ لما لم توقف الكنيسة بكلمة واحدة, وقرار واحد
العبودية البشرية بعضها لبعض؟ لما صف رجال الكنيسة وقادتها مع الحكام والامراء والإقطاعيين ضد الفلاحين الفقراء والغلابة ولم يقفوا ضدهم وضد جشعهم وظلمهم؟ لما أُخذت منهم العشور بالرغم من فقرهم المدقع ولم يخرج رجلُُ واحد من كل رجالات وقادة الكنيسة عبر العصور ويقول "
العشور واجبة, ولكن أنتم مستحقين الصدقة والمساعدة, فقد قررت الكنيسة
إعفائكم من العشور هذهِ السنة او التي تليها!" الم يُعطيهم الرب هذهِ الصلاحيات عندما قال
"كل ما ربطموه على الارض يكون مربوطاََ في السماء, وكل ما حللتموهُ يكون محلولاََ في السماء؟" فأين العصمة التي نتدارى خلفها؟
ما نفعُ كاتدرائية القديس بطرس بكُلِ شموخها وبنيانها وأقواسها وأعمدتها لكنيسة المسيح؟ حتى لو رُصِعَت بالذهب والياقوتِ والألماس واللولوء والمرجان! ما
نفعها الروحي لكنيسة المسيح التي تم تمزيقها وجرِ الويلاتِ عليها بصكوك الغفران التي صدرت لجمع الاموالِ لبنائها وإنشائها؟ ما نفعُ الاموال التي أعطيت وإستعملت لبذخ الاكليريوس, والمجموعة من عرق وعشور الفلاحين, والتي صفوا بسببها مع لوثر وكُلَ من أتى مثل لوثر ليتخلصوا من العشور التي لم يستطيعوا دفعها إلا بأن يستقطعوا من معيشتهم او يجوعوا بسببها!؟
ما نفعُ الملايين التي تُدفع لغاية يومنا هذا لأهل وذوي المتضررين والمُعتدى عليهم لتغطية والتستر على أخطاء وتحرشات كهنة وقُسس من الكنيسة بدل
طردهم ومعاقبتهم وجعلهم مثلاََ ولعنة للبشر! وصرف هذهِ الاموال والملايين للفقراء والمحتاجين الذين يموتوا جوعاََ في افريقيا وغيرها من أماكن في العالم؟ ما نفع البنوك التي يتم تأسيسها بأموال الكنائس, والتي تنتهي بالفضائح وتنهب في آخر المطافِ ارصدتها من قبلِ السماسرة ودُهات البنوك, بدل مساعدة فقراء العالم بها! كما كان الرسل الاوائل يفعلون بعد يوم الخمسين! ام هل المحبة وفعل الخير وأن يكون المؤمنون جسداََ واحداََ وقلباََ واحداََ قد سقطتت وأصبحت مودة قديمة عفى عنها الزمن! ألم يَقُل الربُ:
منى(6-19): " لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا عَلَى الأَرْضِ حَيْثُ يُفْسِدُ السُّوسُ وَالصَّدَأُ، وَحَيْثُ
يَنْقُبُ السَّارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ"
وقال
يعقوب (5-3): ذَهَبُكُمْ وَفِضَّتُكُمْ قَدْ صَدِئَا، وَصَدَأُهُمَا يَكُونُ شَهَادَةً عَلَيْكُمْ، وَيَأْكُلُ لُحُومَكُمْ كَنَارٍ! قَدْ
كَنَزْتُمْ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ.
ألم يَكُن الاولى بالكنيسة ورجالاتها وقياداتها
أن تتمثل بسيدها وراعيها الذي لم يُخطيء, بدل جمع الاموال على الارض! ألم يطلبوا وإنخرطوا لخدمة الرب وكنيسته والمؤمنين, وتجردوا عن الدنيويات والفانيات طوعاََ ونذروا أنفسهم لهذا! فلما تتمسكون بالارضيات من بعد؟ أم العصمة كلام وكلام ليسَ إلا!!
ألم يفعل الرسُل الأوائل ذلك بعينهِ! وهم
لم يكونوا معصومين , فلما توقفتم عن ذلك وتدعون العصمة والكمال وانتم أبعد ما تكونون عنه!
نعم الذين سيروا ويُسيرون الكنيسة من كل قياداتها ورجالاتها
هم بشر وبتفكير بشري مبيتون تحت الخطيئة وليسوا ارواحاََ وروحانيين فقط! الوحيد الذي كانَ
لهُ العصمة وهو بشر ,
ولهُ العصمة ايضاََ ودائماََ هو رأس الكنيسة ومؤسسها السيد الرب يسوع المسيح
عمانوئيل فقط لاغير. فمن مِن رجالات الكنيسة عبرَ الاجيال يستطيع أن يُنادي ويتحدى سامعيه
" من يُبكتني على خطيئة؟" حتى بطرس وبعد حلول الروح القدس عليه في يوم الخمسين وبولس بعد ظهورِ الرب لهُ تشاجروا كأيِِ أرضيين وبشر, وهكذا مثلهم مئات والوف من قادة الكنيسة من البشر والملهمين والذين حَلَّ عليهم الروح القدس بكلِ رُتبهم الكهنوتية! فلما ذلك؟ أوَ ليسَ
لأنَّهُم بقوا بشريين وبحاجاتِِ بشرية ولذا أخطأووا ؟ أيترك راعِِ كنيسته ورعيته وينتقل لأُخرى تدر عليهِ الاموال أكثر ليجمها ويتنعم بها وتُدينهُ المجامع ! إِنْ لم يكونوا ارضيين وبشر خطائين؟ فكم جمع رأس الكنيسة السيد الرب يسوع المسيح؟ وكم جمع من أتى بعده من الرسل؟ أم وزعوا كل الاموال أولاََ بأول على الفقراء والمحتاجين, وعاشوا هم على الصدقات والمعونات التي تُجمع لهم من كافة انحاء العالم والمؤمنين؟
أكنيسةََ
تجمع المال معصومة؟ فهي معصومة من ماذا؟ من الارضيات والشهوات؟ أم منزهة بالروحيات والسماويات؟ هل قال الرب إنَّكُم تستطيعون أن تخدموا ربين؟ وتبقوا معصومين أمام الله وتُرضونهُ!
المعصوم الوحيد الذي لا يُخطيء هو الله, هو
الرب يسوع المسيح, لذا بذَلَ نفسه فداءِِ عن الكنيسة والمؤمنين! فلا تتشبهوا به او تتصوروا بأنكم يمكنكم الاقتراب من
منزلته ورفعتهِ الإلاهية! فكم من رجالات الكنيسة فضل الموت عن المؤمنين ودافع عن حاجياتهم ومصالحهم الروحية اولاََ والارضية ثانياََ ؟ حتى من إستشهد من القديسين والرسل, ماتوا دفاعاََ عن إيمانهم وعن أنفسهم اولاََ واصبحوا فخراََ ورمزاََ لنا لكِنَّهُم لم يموتوا عن المؤمنين, بل ماتوا وبقوا المثل الاعلى للمؤمنين! وهذا ليسَ لنكرانِِ فضلهم او شهادتهم, لكن ما فعلوا ليسَ مثل فعلة الرب يسوع ولا حتى يُقارن بما فعل من فداء وتضحية وهو الإله القادر والمقتدر!!
القديس بولس يقول للمؤمنين والكنيسة
"أنتم هيكل الله" و
" جَمِيعَنَا بِرُوحٍ وَاحِدٍ اعْتَمَدْنَا إِلَى جَسَدٍ وَاحِدٍ" ألم يكونَ في كلامهِ يُخاطب المؤمنين والبشر الخطائين المنجرين وراء شهواتهم الارضية؟ ويدعوهم إلى الصلاح! وإلى عدم الخطأ والوقوع في براثن وقبائح الخطيئة؟ وحتى عن نفسه والبشر مثلهُ قال " أنا بالروح روحي يشُدني روحي إلى السماويات! ولكني بالجسد جسدي مبيتُُ تحت الخطيئة!
والويلُ لي من جسدِ الموتِ هذا!! " فإن كان المؤمنون والرسل هكذا! فأين العصمة التي تنخفى خلفها؟
أِنْ كانت الكنيسة لا تُخطيء؟ أفلسنا نحنُ المؤمنين اليوم ضمن جسد المسيح الواحد
وهيكلهِ وكنيستهِ الواحدة؟ فلما نحنُ أورثودوكس وكاثوليك وإنجيليين و و و ... ؟ فهل جسد المسيح الواحد الذي لا يُخطيء منقسم ومجزأ؟ وهل الذي لا يُخطيء وهو معصوم من الخطأ؟ يتمسك بالأرضيات والمناصب وجمع الاموال وتكديسها؟
فأين محبة الله والقريب؟ ام هي تاهت مع متاع الدُنيا و الغرور الفانيين؟
فكل من بقيَّ متمسكاََ بالجسد وبالقشور الارضية الفانية يبقى
فاعلاََ ضمن الصواب والخطأ , فلا قديسي الكنيسة الذين أُعلنت قداستهم لم يُخطئوا وهم على الارض أثناء بشريتهم, ولا حتى رُسل المسيح الذينَ إِختارهم هو بنفسِهِ لم يُخطئوا فأَولهم بطرس الذي أنكَرَ الرب , وبولس الذي لاحقَ ووافق على قتلِ المؤمنين الاوائل , وتوما الذي شَّكِ في قيامة المسيح ولم يؤمن والذي قال لا أُؤمن حتى أرى بعيني, فلما قالَ بأُمِّ عينيَّ إِنْ كانَ هو أحد خلايا بل ركن من اركان كنيسة المسيح التي لا تُخطيْ؟ أَليسَ لأَنَّهُ بشرُُ ارضي بعد؟ ولِما قأل الربُ "
طوبى للذي آمنوا ولم يروا! " أَليسَ لأَنَّهُم بشر,
فالروحي لا يستحقُ هذهِ الطوبى لأَنَّهُ يرى بعيني روحهِ الحقيقة الجرداء!
فلا يستحق الطوبى من بعد, فهو يُجابِهُ الحقيقة كُلَّ حينِِ !!
فمن لا يُخطيْ إِذنْ؟ ألذي لا يُخطيء هو
جسد الكنيسة الروحاني, وهذا الجسد الروحاني الذي هو حالياََ فقط
جزء من كنيسة المسيح, وهم الذين إِنتقلوا إلى الامجاد السماوية, ولا وجود لهم على الارض, هولاء هم
شَعبُ الله المختار الحقيقي, الذي سيكتمل في السماء في نهاية العالم والأزمنة على الارض,
وهم الناجينَ بفداء الرب يسوع المسيح, وهم أعضاء قي هيكلِهِ السماوي,
ليسَ لأَنَّهُم لم يُخطئوا أَثناء تواجِدَهُم على الارض, لكنَّ الرب قد صفَحَ عن زلاتِهِم, وكبائرِ فضائحهِم وخطاياهُم بنعمَةِ دَمِ فِدائِهِ الكريم ونجاهُم بعدما أسلموا أَنفُسَهُم لَهُ, وقد قال الربُ عنهم وعن جميع أهلِ الارض
"ليسَ صالحاََ فيكُم ولا واحد" فهل إِستثنى الربُ أحداََ بهذا القول؟ أم شََمِلَ الجميع؟ وكُلَّ البشر! فأين العصمة؟ وعدم الخطأ فليسَ في أيّ بشرِِ يسوس الكنيسة الصلاح وهم على الارض, ولا حتى في قديسي العلي وهم بعدُ على ارضنا, فمن أين أتت العصمة لاي بشر وكائِنِِ من كان على أرضنا؟
فإن
لم يكن صالحاََ ولا واحد من كُلِّ البشرية وبكُلِّ أنبياء الله ورُسُلِهِ ومن آدم إلى يوم الدين, والكنيسة
بإستثناء مؤسسها ورأسها وحجرة الزاوية فيها مكونة من مؤمنين من البشر الذين لا صالح فيهم
"ولا واحد" ومسيرتها وقراراتها يُقررها بشر فمن اين تاتي عصمتها؟ نعم الرب الذي وعد أن يكون معنا ومع كنيسته مدى الدهر والذي هو رأس الكنيسة , هو فقط الذي صالح, والمعصوم من الخطيئة والخطأ, ومع ذلك أثناء تواجدهُ على الارض
رفضَ أن يُدعى صالحاََ عندما قال:
متى 16:19 وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ:«أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟ (17) فَقَالَ لَهُ:«
لِمَاذَا تَدْعُوني صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ
وَهُوَ اللهُ. .......
فإن كان
الرب رفض أن يُدعى صالحاََ وهو على ارضنا مشاركاََ لنا بشريتنا, فمن من كل البشر ورجالات الكنيسة, من كُلِّ قديسيها ومُسيّريها صالحاََ أو حتى يُمكننا تسميتَهُ صالحاََ, فمن أين تأتي عصمة الخطائيين الغير صالحين؟
والقول بأَنَّ
الروح القدس يُسوس ويقود ويُرشد الكنيسة بإجمالية مسيرتها, فهذا صحيح جداََ , لكن لو كانوا صالحين ولو كانت مسيرتها صحيحة وصالحة, فلما سيتدخل الروح القدس, ألا يتدخل لكي
يُصحح في مسار الكنيسة,ويُعيدهُ إلى طريقِ الصواب كلما حادت أو حادَ قادتها عن طريق الصلاح بسبب
عدمِ عصمتهم من الخطأ والخطيئة! فالصلاح والعصمة هنا للذي يُرشد الكنيسة ويُصحح مسارها وقيَّمَها ولاهوتها كلما زاغ رجالاتها وابعدوها عن الطريق الصحيح الذي رسَمَهُ لها منشِئُها وربها ومرشدها! فإذن
العصمة هي للروح القدس وليسَ لأفراد الكنيسة ولا لقياداتها !
صحيح جداََ
فالمحصلة الاخيرة لمسار الكنيسة
صحيح, ولكن هذا لا يُسمى
بالعصمة عن الخطأ, بل
الرجوع إلى المسار الصحيح ومجارات
عصمة المسيح رأسها
وعصمة الروح القدس مسوسها لاغير.
الله عندما خلق آدم وحواء, كان سابق العلم بأنَّهُ أي آدم سيُخطيء ويقع في براثن ابليس, وهو خلقهُ
بالرغم من علمِهِ المسبق هذا! فلماذا ؟ أليسَ لأَنًَّهُ
وضع نصبَ عينيه أن يبذل نفسهُ على الصليب فداءِِ له ويُنقِذهُ! فأصبح لدينا
محصلة موجبة لخلقِ آدم والجنس البشري, فكل الذين يخلصون والذين يكونون في آخرِ المطاف
شَعبُ الله المختار الحقيقي الذي سيقف أمام عرش الله, نعم هولاء
هم المحصلة الصالحة من خلقِ آدم والجنس البشري وبهم
سُرَّ الله وخلقَ البشرية, وكانوا
سبب الخلق وقبولِهِ التضحية من أجلهم. لكن كم من البشر لن يخلصوا وسيهلكون! فلا يُمكنا أن نُعمم ونقول
مسار البشرية معصوم لأنَّ الخالق والرب هو بالأصل
راعي ومسوس البشرية في مسارها!
هكذا ايضاََ مع
كنيسة المسيح, اسسها الرب, وإختار تلاميذهُ وهو عالم بأنَّ احدهم سيهلك, وهو سابق العلم بأن
محصلة تأسيس الكنيسة هو
الشعب المختار الذين فداهم وخلصهم ليكونوا له
ويكونوا مسرتَهُ. ولكنَّهُ كان سابق العلم بأَنَّ الكثير منهم بالرغم من منحهِم روحه لقيادتهم وحلولهِ عليهم سيهلكون , شأنهم في ذلك شان الكثير من البشر الذين بالرغم من الفداء ورعاية الله المستمرة لمسار البشرية سيهلكون!
فأين العصمة؟ فهي ليست
عصمة البشرية كمحصلة مسيرة البشرية والشعب المختار الذي
سيُسِرُ الرب فهم خلصوا بفدائهِ وعذابهِ ودموعه وآلامهِ وعنايته
وليسَ بعصمتهم وصلاحهم, وهولا
بالحقيقة الجرداء هم
محصلة مسيرة الكنيسة التي أسسها الرب من هذهِ البشرية لتسلك طريق الخلاص الذي اعدهُ الرب منذ أن قرر خلقنا على الارض!
لو كانت الكنيسة لا تُخطيء فهناك من الكاثوليك المليار والنصف بل يزيد, فلو جمعت الكنيسة عشرةِ سنتات من كلِ مؤمن مِنْ مؤمنيها شهرياََ حول العالم, لجمعت (1800) مليون دولار سنوياََ وصرفتها ووزعتها على الذين يموتون من الجوع والامراض كمرض الايدز في افريقيا واسيا وحول العالم, ولكانت كسبت كل هولاء وابقتهم على قيد الحياة , وهكذا عن بقية الاحزاب والشيع فعدد مسيحيي العالم يتجاوز 2,5 مليار شخص حول العالم, اي يمكنهم جمع (3000) مليون دولار سنوياََ كفتات عشرةِ سنتات من مصروفهم وينفقوه ويوزعوه للمحتاجين حول العالم!! فأين المحبة؟ وأين العصمة التي تتبجحون بها؟
قد يقول قائل, انت تنتقد وتُفلسف الامور, فهل انت اصلح, ومن انت لتدين؟ نعم انا لستُ سوى اول الخطاة, ولا اطلب أن أُدين احد لا من داخل الكنيسة ولا من خارجها, فكلنا بشر مبيتون تحت الخطيئة, وليس فينا صالح ولا حتى واحد ,
ولم يكن ولن يكون أحداََ صالحاََ من وقتِ آدم إلى يوم الدين! إلا
عمانوئيل فقط. لكن التنبيه عن الخطأ والإعتراف بالخطأ فضيلة! وبهذا يبدأ تصحيح الذات والمسار, لا بل على الاقل تبدأ محاسبة الذات اولاََ وتصحيح المسار والاخطاء لأفراد ورجالات وكهنة الكنيسة اولاََ والمؤمنين ثانياََ, والله وفداء الرب ووحدة كنيستهِ وراء القصد, ليس إلا!