أحرار برغم القيود و عبيد برغم الحرية

أحرار برغم القيود و عبيد برغم الحرية

الأصل أن الحرية أخذت تعريفاً أو مفهوماً واحداً لدى الجميع و هو التخلص من جميع القيود التي تفرضها سيطرة الآخر علينا و الذي ربما تمكنه الظروف أو المجتمع أو الحالة الإقتصادية أو الحالة السياسية من إمتلاك عصا القيادة و فرض إرادته و قوانينه على تابعيه بحكم القيود.

فالإبن عبدٌ لأبيه ، و المرأة عبدةً لرجلها ، و الطالب عبداً لأستاذه ، و المرؤس عبداً لرئيسه ، و المحكوم عبداً للحاكم ، و الدولة المُحتلةعبدة لمُحتلها .. إذاً الإنسان مُقَيّد في بيته و عمله و دولته ، و لأن هذا الكَمّ من القيود لا يمكن نوال حرياتنا منه بالكامل أو قد لا ننال أي من هذه الحريات على الإطلاق ، نظراً للعقاب المباشر الذي سيناله لقاء محاولة التحرر – لأن الرقيب الزمني شديد و سريع العقاب – فيبدأ الإنسان في التحرر ((التَنصُّل)) من بين يدي الله .. و كأن الله سيدٌ قاسي يُضاف لمجموعة السادة المُتحكّمين في حياته ، يريد عبداً صاغراً لا يفكر و لا يشعر و لا يتمنى و ليس من حقه حتى الحُلم.

ولا ينتبه الإنسان إلى الخطأ الكبير فب محاولاته للبحث عن الحرية بعيداً عن الله ، فيرى في الصلاة إعتياد مُمِل لا طائل منه و يرى في الأصوام تعذيب للنفس يفقده حرية الرغبة و التمتع ، و يرى في الخدمات و المسئوليات الكنسية إضاعة لوقت و مجهود و مال و كلها يجب إستخدامها فيما هو" أفيد".

فيبدو الطريق مُمَهّد لحريات وهمية لا تجلب سعادة و لا تُحيي إرادة و لا تبني كيان.

بعدها يجد الإنسان نفسه عبداً لقيود أخرى صنعتها له حريته الزائفة ..

فنجد أحرار من الله و عبيد للمال حتى أنهم فقدوا وقتهم و إستمتاعهم في سبيل جمعه و باتوا في قلق عليه.

و نجد أحرار من الله و عبيد لغياب العقل و تهميشه بفعل إدمان المخدرات أو إدمان عادات مدمرة للصحة.

و نجد أحرار من الله و عبيد لأعمال دَنِسة أفقدتهم الحِسّ و الكرامة كبشر مُكرمين و مقدسين بدم الحَمَل.

و نجد أحرار من الله و عبيد لأفكار و مفاهيم خاطئة جَلَبت عليهم الأحزان و التعاسة لتَمسُّكهُم بها و إخمادهم لصوت الرب داخل قلوبهم.

و نجد أحرار من الله و عبيد للخمول و الكسل و النّهَم يسيرون في حلقات مُفْرَغة تُضيع أوقاتهم بلا أي هدف أو أمل أو نجاح.

عاش الرب يسوع في بلدٍ مُحتَلّ بين أفراد شعب فقير و يائس و خاطئ .. إختلف معهم في نظرته لمعنى الحرية .. عاش حراً برغم الفقر ، و القهر ، و ظلمات الأحزان لأنه بدأ الملكوت من أرضنا المعجونة بالألم .. جَعَل ما لقيصر لقيصر و ما لله لله.

تَجلّت حريته في التخلّي و الغفران و القدرة على أن يكون فاعلاً و ليس مفعولاً به .. أن يكون صانع الفعل و ليس عبد لتهوُّر رد الفعل .. عَلّمنا أن الحرية لا تحتاج لأموال تشتريها و لا لجبروت يحميها بل لصلاح و شجاعة تغلب مقاوميها .. عَلّمنا أن الحرية هى القدرة على فعل الأصلح و الأنفع و الإلتزام بذلك تحت كل الظروف .. عَلّمنا أن الحرية ليست في أن يحكم الإنسان وطنه ، بل أن يحكم نفسه .. عَلّمنا أن الحرية ليست في أن نكون بلا رئيس أو سُلطة و لكن الحرية أن نكون رؤساء أنفسنا و رُقباء عليها فيكون إلتزامنا نحو ضمائرنا أقوى من خوفنا من رؤسائنا و المتسلطين علينا ، و نكون بلا لوم مهما بَلَغَ ظُلم القائد الزمني.

فلنفكر في الحرية بمفهوم جديد أشمل و أبقى .

أحرار برغم القيود و عبيد برغم الحرية Whatitworth3

واوووووووووووووو تسلم خوني على الموضوع الروووووووووووووووووووعة ربي يباركك وينور طريقك خوني ليث

خاتي نجمة نورتي الموضوع وربي ايبارك بالجميع انشالله امين

» أحرار برغم القيود و عبيد برغم الحرية...؟؟؟
» شكرا ليك على الحرية - للمرنم منير حبيب
» فستق عبيد والعجوزه

إرسال الصورة

أحرار برغم القيود و عبيد برغم الحرية