ها نحن اليوم بعد طول انتظار نشهد ولادة المخلص الطفل يسوع في مغارة بيت لحم حيث يتحقق وعد الله لبني البشر فأنه وجد أن خلاص البشرية يتححق بالمسيح فتحنن الخالق علينا ومنحنا أجمل وأثمن ما لديه الابن الوحيد ليكون فرحا وخلاصا وسلاما للعالم أجمع.
فالعهد القديم ما هو إلا ممهد للطريق لقبول المسيح الذي فيه يجد الإنسان خلاصه المنشود "لما جاء ملء الزمان أرسل الله أبنه مولودا من أمراه تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني" (غلاطية 4:4) فرئيس الملائكة يبشر مريم العذراء بحلول الروح القدس عليها، وبتأنس الرب بهذا الحدث العظيم بقولها "فمن أين لي هذا أن تأتني أم ربي إليَّ" والملاك يبشر الرعاة بميلاد المخلص وجمهور الملائكة يسبحون الله ويمجدونه بفرح لخلاص العالم المنتظر منشدين ,, المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة.
إن هذا الحدث الكبير وأعني تجسد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح، هو أعظم حدث في تاريخ البشرية منذ خلقها... "صار الكلمة جسدا وحل بيننا ورأينا مجده كما لوحيد الآب مملوءاً نعمة حقاً، في ولادته تمت جميع نبؤات العهد القديم: "ها إن العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعوا اسمه عمّانوئيل (الله معنا)، وأنت يا بيت لحم لست الصغرى بين رؤساء يهوذا لأن منك يخرج مدبر الأمم الذي يرعى شعب إسرائيل. ولأنه ولد لنا ولد وأعطي لنا ابن وصارت رئاسته على كتفه ويدعى اسمه إلهاً مشيرا عجيبا رئيس السلام أبد الدهر الآتي.
لا ننسى أيها المباركون بطفل الخلاص أن حادثت ميلاد الرب يسوع تطرق إليها القديسان لوقا ومتى، بداية ذكر بشارة الملاك للرعاة بولادة المخلص في بيت لحم وسجودهم له وثانيا مجيء المجوس من المشرق وسجودهم للمخلص وتقديم الهدايا (الذهب وللبان والمر ).
ففي المغارة تتجلى العظمة الإلهية المتواضعة، ففيها يضطجع هذا الطفل الصغير في مذود الذي له سبحت الملائكة في السماء وهرع إليه الرعاة مسرعين فلنسرع نحن معهم إلى تلك المغارة لنسجد للطفل المولود.
لكن يجب أن نقف مع ذاتنا قليلا قبل استقبال الطفل يجب علينا أن نكون في استعداد تام لنحظى بالفرح الحقيقي والسلام الذي نسعى إليه من خلال ولادة يسوع الملك في قلوبنا قبل ان يولد في المغارة، فهل هذه القلوب حاضرة تماما لهذا الحدث العظيم فلا تجعلوا أي شيء يأخذكم عن هذا الحدث ولا تجعلوا قلوبكم مغارة سوداء يملئها الحقد والبغض والكراهية لأن الطفل بحاجة إلى مكان آمن مكان فيه السلام الحقيقي الذي ينبغي عيشه مع القريب حتى نستطيع عيشه مع الله فالقلب الدافئ الذي يعج بالنور والفرح والتواضع هذا القلب الذي سيحظى بالكنز الحقيقي كنز السماء (الطفل يسوع). فطوبى لكم يا من هيأتم لهذا الميلاد بفرح وثقة وإيمان لأن ليس هنالك الفرح والسلام بعيدا عن يسوع المسيح الطفل المتجسد المولود في مغارة بيت لحم.
فافرحوا أيها الصديقون، وابتهجي أيتها السماوات، وتهللي أيتها الجبال بميلاد المسيح الإله.
أتمنى لكم عيداً سعيداً إخوتي وسنة جديدة مباركة فيها ما تتمنون من الخير والسلام ولتتحقق أمنياتكم بيسوع الطفل... ولتكن تحيتنا في هذا العيد تحية الفرح والسلام من طفل السلام.
ولد المسيح ... هللويا