م// من حيل الشياطين - لقداسة البابا شنودة .
للشياطين حيل كثيرة , صارت بعضها معروفة , ومنها :
تقديم خطيئة بإسم فضيلة :
الشيطان خبيث ويرى أن بعض الناس يرفض ضميرهم الخطيئة إن كانت مكشوفة فلا مانع عنده من أن يعرض خطايا معينة بغير أسمائها , بأسلوب يسهل قبوله , بحيث تلبس الخطايا ثياب فضائل .
* فالتهكم على الناس والإستهزاء بهم , يقدمه على اعتبار أنه لطف وظرف , ومحبة ودالة , وخفة روح ومحاولة للترفيه .
* والدهاء أو الخبث يسميه بإسم الذكاء !
* أما الكذب فيمكن للشيطان أن يقدمه بإسم الحكمة , كنوع من حسن التصرف أو انقاذ للموقف , والطبيب قد يكذب على المريض مرات , ويسمى ذلك "حفظ معنويات المريض" وحمايته من الأنهيار .
والبعض قد يسمى أنواعاً من الكذب بإسم الكذب الأبيض وربما يعتبره في أول أبريل دعابة وفكاهة .
* والقسوة على الأبناء يقدمها الشيطان للآباء بإسم الحزم والحرص على تأديبهم وتربيتهم ومنعهم من الأنحراف , وربما تقودهم هذه القسوة إلى الأنحراف للهروب من قسوة الآباء وهذا ما يريده الشيطان .
* والتزين الذي يصل إلى التبرج , يُقدم بإسم الأناقة والنظافة .
* وقد يقدم للبعض جريمة القتل بإسم آخر فقتل الأخت الخاطئة يسميها غسل عار الأسرة , وقتل آخر يطلق عليه إسم الدفاع عن الوطن أو الدفاع عن الدين أو تطهير الأرض من المخطئين أو من الطغاة .
لا مانع عند الشيطان من الدخول في خداع المسميات . إذ يرى أنه ليس من (الحكمة) أن يسمى الخطية بأسمائها المنفرة , ففى ذلك كشف لأوراقه . وعدم الوصول إلى هدفه .
البخل مثلاً لا يسميه بخلاً لأن هذا الأسم غير مقبول , إنما يسميه "حسن تدبير المال" أو عدم الأسراف وعدم التبذير .
أو حفظ المال لحاجة المستقبل وهكذا العلاقات الشبابية غير الطاهرة يسميها بإسم الحب , بينما هي شهوة وليست حباً .
وإعطاء الخطية إسم الفضيلة , يساعد الخطاة على الأستمرار فيها , كما يوقف تبكيت الضمير فلا يزعج الإنسان أو يقوده إلى ترك الخطية .
فليحترس إذن كل أحد من هذه المسميات الزائفة , ولا يسمح للشيطان أن يخدعه . فالخطية هي الخطية مهما اختفت وراء إسم آخر .