Esho Ahimon عضو مميز
المزاج : عدد الرسائل : 1250 10 العمر : 75 تاريخ التسجيل : 19/03/2012 اقامه : المانيـا كيف تعرفت علينا ؟ : بواسطة Google بامكانك كتابة رسائل sms هنا او حكمة اليوم او شعر قصير او خاطرة قصيره
| موضوع: *** واحسرتاه عليك .. حبيبتي بغـدادُ *** السبت مارس 24, 2012 7:14 pm | |
|
<> مــرّ علـى وجودي هنــا في أرض الغربــة
اللّعينــة أعوامــاً طويلة !
<> سرقها القدر مـــن عمـــــري !
<> وكــلّ عام يمــرّ أخالـــهُ أثقـل من الصّــخرِ على صـدري !
<> وكنت أكتــــــــب في دفتر مذكّراتي اليوميّـة ,
الذكريات الجميلة التي عشتها بسعادة بين أحضانــــكِ الدّافئة
حبيبتـــي * بغــــدادُ * !
<> وعندما حصلت على الإقامــة هنــا !
<> حملتُ مسرعاّ حقيبــــة ســـــفري !
<> أسرع الخطـى الى المطــار كي أزوركِ ! <> بالرّغم من آعتراض عائلتــــــــــــي
على سفري , خوفــاً عل حياتي !
<> قلتُ لنفسي لا حياة من بَعْدِ بُعْـــــــــدَكِ عنّي ياحبيبـة الملايين !
<> وكنت كلّ دقيقــة أحصيها بالنّظر الى
ساعتي وأنا في طريقي إليـكَ !
<> دخلتُ الى قائـد الطّائرة أحثـــه على زيادة سرعة الطّائرة !
<> وعندما أشرفت الطّائــــــــــــرة
على الهبوط , أخــذ فؤادي يهـتــزّ من شــدّة الفـــرح !
<> عندما وطأت قدامي ارض المطـــــار
آرتميتُ على الأرض الثم بشفتايَ ثراكِ الطّيب العطــــر !
<> خرجتُ مسرعاً بآتّجاه محلّتـــــنـــا
التي أقطنُ فيهــا , أحث سائق السّيّارة بالإسراع وضاعفتُ له الأجرة ! <> وأخيراً وصـــــــــــلتُ
الى شارعنا المشجّر , وأنا اقول لنفس :
حان الأوان كي أقابل أبي وأمّي وأهلي وأقربائـــــي !
<> ولكني صدمتُ من هـول مارأيتُ !
<> لا حظتُ بيت جيرانــا قد تهدّم بالكامـل وقد تحــــولّ
الى خرابــة ينعــقُ فيها البوم !
<> وجدار بيتنا قد آلَ على السقوط !
<> ولا حظتُ أيضــــــــاً
أن كنيستنا قد سقط من سطحها الصّليب وجدرانها قد
تشقّقت , وكذلك الحال لمئذنـــــــــــــة
الجامع الملاصـق للكنيســة , لم يبقَ لها أثر ,
وقد طار بابها الرئسي !
<> دخلتُ بيتــــنــــــا
ويا ليتني لم أدخل !
<> بيت خرابة من الدّاخــل ,
لا حس لا صوت !
<> خرجتُ مســــــــرعاً
أستفسر عن والديّ ,, أخبروني جيرانــا بأنّ والدي توفي قبل يوميـن , ووالدتي قد ذهبـــــــت
الى ( حي الميكانيــــك ) بالدّورة !
<> وصلت هناكَ قاصداً بيت خالتي , الأرملة التي تعيشــا
لوحدهــا , بعد آستشهاد آبنها البكر في حرب
إيران ـ العراق عام 1988 م ! ومقتل آبنهــــــــــــا
الثّانــــي أثناء القصـــــف , بينما كانت خالتـي في السّوق !
<> سألتها عن أمر والدتي , ماذا
حـــلّ بها ؟ قالت: آبحث عنها ياولدي في بغداد !
لا علمَ لي اينَ ذهبت بعد أن قصفَ بيتكـم !
<> ذرعتُ شوارع الحي مستفسراً , ولكني لم أحصل
على جواب يشـفي غليلـي !
<> رجعت الى الفندق , قضيت ليلة عسيرة , بينما كانت أصوات الصّواريخ والقاذقات تصــــــــمّ آذانــــــي !
<> في الصّبـــاح توجهت الى المطـــار عائــداً الى من حيث أتيتُ !
<> وعينيّ تذرف
دمــــاً عوضـــاً عن الدّمــــــوع !!!
<> وياليتني لم أســـــافر !
<> تذكّرت المقولة التي تقول : ( إذا غابت النّجوم من
السّماء حل بالأرض ظلامٌ دامـــسُ )) ...
* بقلمــــــي *
| |
|