*** تحذير شديد اللّهجة من واشنطن للبارزاني ***

تسود حالة من التساؤل المستغرب عما جرى في الدقائق الأخيرة قبل أن يزف رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني
"البشرى" التي وعد فيها، وماهية الأسباب التي دفعته لتغيير وجهة خطابه الذي ألقاه أول أمس بمناسبة عيد النوروز، من
"إعلان تقرير المصير" إلى تصعيد الهجوم ضد نوري المالكي والمحيطين به.
فبينما كان مئات الآف من الأكراد ينتظرون، ما اسماه البارزاني بـ " البشرى"، التي وعدهم إياها قبل أسبوع في مؤتمر
"إتحاد الشبيبة الديمقراطي الكردستاني"، خرج البارزاني على الجميع ليقول "كثير من الأشخاص كانوا يتصلون ويطلبون
منا كي نعلن اليوم بشرى كبيرة لشعب كردستان، لذا إننا نطمئنكم بأن ذلك اليوم قادم إنشاء الله سبحانه كي تُعلَن فيه تلك البشرى،
لكنها يجب أن تكون في وقت مناسب، ولكن كونوا مطمئنين بأن البشرى آتية لا محالة".
المعلومات التي حصلت عليها وكالة السفير الإخبارية (السفير نيوز) من مصادر سياسية عراقية واسعة الإطلاع،
تؤكد أن البارزاني تلقى قبل إلقاء خطاب البشرى تحذيرات شديد اللهجة من الأمريكان، تضمن تخلي واشنطن الكامل
عن الإقليم ورفع يدها عنه في حال الإعلان عن "تقرير المصير" وإعلان "الدولة الكردية".
وبحسب المصادر السياسية ذاتها فإن رسالة عاجلة وصلت مكتب مسعود البارزاني من مكتب
"الحزب الديمقراطي الكردستاني" في واشنطن، تضمنت ان الخارجية الأمريكية أبلغتهم
(ممثلية الحزب الديمقراطي في واشنطن) عدم موافقتها على أية خطوة يتخذها البارزاني
لإعلان تقرير المصير في كردستان وان الولايات المتحدة لا تتحمل تبعات هذا الإعلان، وما يسببه من مخاطر.
كما تلقى البارزاني اتصالا هاتفيا من السفير الأمريكي في العاصمة بغداد جيمس جيفري، وعقدت لقاءات عاجلة
بين المستشارين الأمريكان في لإقليم كردستان وقيادات الحزب الديمقراطي، دارت جميعها في الاعتراض
على خطوة تقرير المصير الكردي في هذه الفترة، والتهديد المبطن من
الجانب الأمريكي عن سحب واشنطن يدها من حماية كردستان.
وتحدثت المصادر السياسية ذاتها عن تلقي البارزاني رسالة من رئيس الجمهورية جلال الطالباني أكد فيها اعتراضه على أي
إعلان يوحي بإعلان "الاستقلال" وتشكيل "دولة كردستان"، مؤكدا له أن مثل هذا الإعلان سيضع الإقليم في دائرة الخطر
وخسارة كل الانجازات التي تحققت حتى الآن والتي تشكل جوهر منجزات إعلان تقرير المصير وإعلان دولة كردستان،
دون ان تثير الرأي العام العراقي ودول الجوار".
كل هذه الأمور دفعت البارزاني لتغيير وجهة خطابه من بشرى "إعلان الدولة" إلى "هجوم شامل"
ضد المالكي، متهما إياه بصناعة ديكتاتورية جديدة ومعربا عن رغبته بإقالة المالكي وحسين الشهرستاني
نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة، من مناصبهما وعدم رغبته الشديدة بالتعامل معهما.

المصدر / كتابات
منتدى كرملش فور يو .