المحبــة تـحـتمــل كــــل شـــئ
لقداسة البابا شنودة الثالث
(مياة كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة ..و السيول لا تغمرها ) ( نش 8 : 7 )
ينطبق هذا الكلام على المحبة بين الله و الإنسان
و كذلك عن المحبة التي بين إنسان و أخيه الإنسان
* فان كانت المحبة قوية و ثابتة ....
لا يمكن أن تزعزعها الأسباب الخارجية أيا كانت ..
كالبيت المبني على الصخر...
انظروا محبة المسيح للتلاميذ لم تضعف أو تفتر ..
فبطرس أنكره 3 مرات ..و مع ذلك قال له الرب :-
( ارع غنمي ..ارع خرافي ) .
و توما شك فيه ..فلم يغضب منه , بل ظهر له و قوى إيمانه ..
و كذلك المجدلية و التلاميذ تفرقوا عند القبض عليه ..فبقيت محبته لهم كما هي..
* كذلك محبة الله التي أظهرها نحو العالم الذي أخطأ
...نحو الذين رفضوه , فظل يمد يده إليهم ..و يقرع علي أبوابهم ,,و يرسل لهم الأنبياء
و أخيرا بين محبته لنا ..إذ و نحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا
و أنت هل محبتك لله ثابتة ؟؟؟
أم محبتك له تهتز أمام المياه الكثيرة أمام تجربة ..أمام ضيقة ...أمام مرض ...
أو وفاة ...أو أمام بعض الأفكار و الشكوك ؟!! .....
أو بعض الخطايا و العثرات و الرغبات ؟!!!!
انظر إلى بولس الرسول كيف يقول :
( لا شئ يفصلنا عن محبة المسيح ..لا موت و لا حياة و لا أمور حاضرة و لا مستقبلية
و لا شدة و لا ضيق و لا اضطهاد )
( رو 8 : 35 – 39 )
و محبتك لأصدقائك و أحبائك ...هل هي ثابتة أيضا ؟؟
أم أن حادثا معينا , قد يغير قلبك من جهة محبة عاشت معك سنوات طويلة ؟!!
كما يحدث في أسرة تنهار و تتفكك بعد عشر سنوات ..و لا تصمد أمام المياه الكثيرة...
هل تتغير محبتك من أجل ....
كلمة لم تسترح لها أذنك ؟؟؟..أو تصرف ضايقك ؟؟
أو تأثير الآخرين عليك ؟؟؟ أو لظروف خارجية ؟؟..أو لسوء فهم ....؟؟؟؟
و حينئذ يرن في أذنيك قول الكتاب :
( عندي عليك انك تركت محبتك الأولى ) ( رؤ 3 : 4 )
فــكل إنسان يمكن أن يتجاوب مع المحبة التي تعطي و تبذل و التي تريح و تفرح كل من يقابلها ...
و لـكـــن
هل كل إنسان يستطيع أن يحتمـــل غيره إذا أخطأ إليـه ؟؟
و لا يفقد محبته أمام الإســـاءة , أو أمـام ما يظنه أنه إســــاءة ؟؟
إن الرسول بولس يقول :
( المحبة تحتمل كل شئ ...المحبة لا تسقط أبداا ...
مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة ) ( 1 كو 13 )
+أن كل أخطاء الناس لم تستطع أن تغير محبة الله ......
+كل أخطاء أبشالوم و حربه و خيانته لأبيه لم تستطع أن تغير محبة داود أبيه ..
الذي ليس فقط احتمله إنما قال :-
( رفقا بالفتى أبشالوم ) بل بكى عليه بطريقة مؤثرة للغاية
و محبة داود التي احتملت أبشالوم ...,احتملت أيضا الملك شاول و كل متاعبه ,,
و كم كان مؤثرا رثاء داود لشاول رغم أن شاول حاول قتله مرارا ...
انظروا إلى محبة الأم لابنها :
إنها لا يمكن أن تتغير أو تسقط مهما اخطأ الابن .
.بل تحتمل كل شئ يصدر منه ..
و تبقى المحبة كما هي ...
† أما الذي يتمركز حول ذاته ...
فهو لا يعرف أن يحب كما ينبغي ......
و إن أحـــب ..
لا تستطيــع محبتــه أن تحتـمــل كمــا ينـبغــــي ...
*احــتملـوا إذن أخطــاء غيركـــم , كمــا يــحتمــل الله أخطاءكـــم
* احتملوا لا في ضيق و لا في مرارة قلب ..
إنما في حــب شاعــرين أن كـــل إنسـان له ضعفــاتــه…
و ربمـــا أعــذاره أيضــا التي لا تعرفـونهــا ...
اختبروا محبتكم بهذا الاحتمال , لتعرفوا مدى سلامتها.
الرب يبارككم
أذكروني في صلواتكم
الرب معكم