صبري يوسف عضو مميز
المزاج : عدد الرسائل : 142 هذه الخاصيه عباره عن نقاط الامتياز للعضو الذي يشارك بالمسابقه او اعطائه نقاط لامتيازه من الاداره العمر : 76 تاريخ التسجيل : 12/05/2011 اقامه : هولندا كيف تعرفت علينا ؟ : من خلال التصفح في المنتديات بامكانك كتابة رسائل sms هنا او حكمة اليوم او شعر قصير او خاطرة قصيره
| موضوع: وَسُحِقَ الشَيطانُ (2) الثلاثاء يوليو 05, 2011 1:30 am | |
| وَسُحِقَ الشَيطانُ (2)
كُنتَ في ذهولٍ تام، تستفيق رويدا، رويدا، من أثرِ الصدمةِ، من الضربة الطريةِ التي أفقدتكَ صوابكَ. كنتَ مثل دبٍ مثكلٍ، ومثل أسدٍ، يتضور جوعا، يهتزُ من أخمص قدميه حتى هامة رأسه. كنتَ على أحرّ من الجمرِ، تتحينُ الفرصة بفارغ الصبرِ، لأنّ هناكَ أمورا سبق وأنْ سمعتَ عنها، كانت تلوح في الأفق البعيدِ، واستعدادات تجري على قدمٍ وساق، على وجه البسيطة، لإعادة تأهيل الأرض، وما خَرِب، بسبب جهنم الظلام، التي أعدّت لبعض منكَ، في اعماق الأرض. كنتَ تتلصص النظرات، وتتفرسُ عن كثب، هنا وهناكَ، تغذّ الخطى، وتتحركَ، بطريقة لا تثير الريب، تنتظر ولادة حياة، على الأرض، إنسان يجبل من التراب، وينفخ الله فيه نسمة حياة، بغية أنْ تتسلل، إلى جنة السرور، إلى عدن، فتشدد نفسكَ لأمر رديء، تثأر لكرامتكَ المهدورة، وتنتقم من أجل جرحكَ القديم الجديد. كانت الرغبة القاتلة، تزلزل كيانكَ، وتملأ قلبكَ، وكل أعماقكَ، تقودكَ إلى حيث لا تعلم. كنتَ مثل عصافة التبن على البيدر، وكفرس ثائر في الحرب، فَنار الغيرة كانت تتأجج فيكَ، لتنشر الخراب، لكي تصب جام الغضب، وتوقف عمل الخالق، وتفسد أعمال الخليقة، لتقلب الأمر رأسا على عقبٍ تقلبها عن بكرة أبيها، وتحيل الأرض علقما قاتلا. وتفصم علاقة البشر بالله وتعيد نفس المأساة التي تعرضتَ لها، لكن هذه المرة على آدم. وقمتَ بالدور أحسن قيام، ونجحتَ بامتياز، وكان لكَ ما أردتَ، مع الإنسان المجبول من التراب، الذي صدّق مزاعمكَ، وأكاذيبكَ، مع آدم وحواء، تتسللتَ إلى حياتهما، لكي تحملهما على العصيان، على التمرد، لتجعل الحياة تتلون بالشقاء، وتعيد إلى التراب الذي جبل منه وتنبت الأرض شوكا وحسكا. وتوقع الأسى على نسل آدم، وتحرقَ بالنار الوعْرَ. وكانت الخطيئة هي السيد، لتشكل رأس الحربة في الحياة، لتغرق كل المسكونة، لتقطع السبيل إلى الفردوس.
| |
|