صبري يوسف عضو مميز
المزاج : عدد الرسائل : 142 هذه الخاصيه عباره عن نقاط الامتياز للعضو الذي يشارك بالمسابقه او اعطائه نقاط لامتيازه من الاداره العمر : 76 تاريخ التسجيل : 12/05/2011 اقامه : هولندا كيف تعرفت علينا ؟ : من خلال التصفح في المنتديات بامكانك كتابة رسائل sms هنا او حكمة اليوم او شعر قصير او خاطرة قصيره
| موضوع: المدخل إلى الرأي الحر ! الأربعاء يونيو 22, 2011 9:09 pm | |
| المدخل إلى الرأي الحر !
تكاثر في الآونة الأخيرة استخدام عبارة (الرأي والرأي الآخر)، وأصبح لا غنى عن هذه العبارة المثيرة للجدل، للدخول في كل مناحي الحياة، فهي دخلت إلى وسائل الإعلام بعد أنْ شرّع لها الباب على مصراعيه. كما غزت الفضائيات، والمنتديات الألكترونية، والصحف، وبات يعرف عنها أيضا رجل الشارع بشكل ملفت للنظر. وكأنّ الهدف من استخدام العبارة هو إعلان حربا شاملة طاحنة مباشرة على أسلوب الحياة القديم ودق المسمار في نعش الأنانية، وحالات التخلف، وسياسة الاستقصاء، والرفض. ومن جهة أخرى إظهار روح المحبة ومدى اهتمام الإنسان بأخيه الإنسان، الذي دخل مرحلة متقدمة من ديمقراطية. فالإنسان أصبح أكثر تمدنا وتحضرا ومرونة، وبات على قاب قوسين أو أدنى من الإخاء. فهو رفض عن بكرة أبيه سياسة شريعة الغاب، ولم يعد أيضا يؤمن بالهيمنة الفردية. هو يتقبل كل ما يقوله أخوه الإنسان بصدر رحب وبات مثل أذن صاغية لكل الآراء والأفكار، مهما تنوعت واختلفت ألوانها.
لكن في واقع الحال، إنّ شيئا ما لم يتغير ولو قيد أنملة في قلب الإنسان الغارق في الفوضى والعمى الروحي، فالطبيعة العتيقة الساقطة لا تزال هي التي تتمسك به وتستعبده وتلقي بظلالها على فكره، حتى تقوده، إلى الطريق الذي تريده هي فقط، لا له. لذا هي وتصادر وبقوة كل فكر دخيل وكل رأي غريب، لا يمجدها أو يعظمها، بل يحاول أنْ يسلبها منزلتها، ويبطل دورها في القيادة.
أجل، ما دامت تلك الطبيعة، لا تزال تسود على الإنسان، وتقيده بقوة كلما سعى إلى الانقلاب عليها، أو التحرر من عبوديتها القاسية، وأصفادها. ولنكن بعض الشيء منصفين لتلك الطبيعة التي تسعى أنْ تجنبنا الخواء، من حال البؤس والشقاء والجهل. فالأخذ بآراء الآخرين، هو بحد ذاته ثورة على طبيعتنا، وإسقاطا لها. الطبيعة التي لا تزال تحاول بكيفية ما أنْ تستر عورتنا، ولا تكشف الحقيقة المزرية التي نحن عليها. فهي لديها العذر كل العذر أنْ تتمسك برأيها، ما دام أنّ الرأي، متكون مما تراه هي لا الآخرون.
وهذا ما حصل عندما شكا بعض أعداء غاليلو إلى سلطات الكنيسة الكاثوليكية بأن بعض بياناته تتعارض مع أفكار وتقارير الكتاب المقدس، وذهب جاليليو إلى روما للدفاع عن نفسه وتمكن بمهارته من الإفلات من العقاب، لكنه انصاع لأمر الكنيسة بعدم العودة إلى كتابة هذه الأفكار مرة أخرى، وظل ملتزما بوعده إلى حين، لكنه كتب بعد ذلك في كتاب آخر بعد ست عشرة سنة نفس الأفكار، وأضاف أنها لا تتعارض مع شيء مما في الكتاب المقدس. وفي هذه المرة أرغمته الكنيسة على أن يقرر علانية أن الأرض لاتتحرك على الإطلاق وأنها ثابتة كما يقول علماء عصره. ولم يهتم جاليليو لهذا التقرير العلني.
من منا يقدر أنْ يتواضع قدام الآخرين، ويقول ببساطة متناهية: " أنا كنتُ على ضلالة كبيرة، وعلى جهل مبين ". من منا يريد أنْ يخبو نجمه، ويصير نكرة في وسط ظلام كثير ؟ من منا يريد أنْ يتقهقر إلى الوراء ؟ لا أحد منا يريد أنء تخطف الهالة منه، ليقبع بعد ذلك في زاوية قصية.
لقد بدأ الصراع الكبير على الرأي والرأي الآخر، حين رفض قايين أنْ يقبل بواقع الحال، حين رفض القربان الذي قدمه لله، في حين رضى الله عن قربان أخيه. وهكذا انطلق رفض الإنسان لأخيه الإنسان، وقتل هابيل بسبب أنّ قايين رفض القبول بحقيقة الأمر.
ومما أجج الأتون اضطراما، هو دخول الأديان والمعتقدات بكل ثقلها إلى الساحة الإنسانية، ورغم التفاوت الكبير الظاهر فيها، فإنّ البشر، في مختلف الأمصار والأعصار، سعوا جاهدين، أنْ يحسنوا بعض الشيء من أديانهم، لكي يثبتوا للآخرين، أنّهم على حق مبين. فلجأ البعض إلى المنطق، الذي هو وسيلة في البحث عن طرق الانتقال الفكري، لمعرفة أيّ طريق منها يوصل إلى الحقيقة، وايّهما يوصل إلى الخطأ. وعليه وبحسب المنطق المزدوج، فإنّ القضيتين المتناقضتين (الرأي والرأي الآخر)ن لا يصدقان معا، ولا يكذبان معا. وهكذا يدخل البشر في دوامة، لا نهاية لها.
وأنا لا أنسى أبدا مقولة رجل الدين الغريب الأطوار، الذي كشف نقاشه عن ذهن غريب، وفكر ضيق. وحين أدرك أنّ نقاشه لم يؤتِ بنتيجة، فحاول أنْ يغطي على فشله المثير، في مناقشة أمر الخلاص، قال بالحرف الواحد: " أنتم دخلاء على المسيحية " أيْ نحن لا ننتمي إلى الكنيسة التي ينتمي إليها. وكأنّ المسيحية كانت من صنع يده، وأنّ الخلاص تحقق في شخصه، من خلال سفك دمه !
وكذلك ينبغي أنْ لا ننسى حين قدمت قناة الجزيرة القطرية يوم الأربعاء في الخامس من شهر أذار سنة 2008 اعتذارها إلى مشاهديها لما بدر من إساءة للديانة الاسلامية في الحلقة التي أذيعت ليلة الرابع من الشهر نفسه من برنامج الاتجاه المعاكس. فقد استطاعت الدكتورة وفاء سلطان، من أنْ تفند أقوال رجل الدين من جامعة الأزهر، وتكشف عورته، لذلك وجب أنْ لا تعاد الحلقة، لئلا تكشف العورة مرة أخرى.
ولا زال الحبل على الجرار، فالسفسطة (SOPHISM) أيضا تساهم كثيرا في دعم الآراء الباطلة تجعل من اللون الأبيض أسود، وبالعكس. فالسفسطة عند الفلاسفة هي الحكمة المموهة، وعند المنطقيين هي القياس المركب من الوهميات، فالسفسطة قياس ظاهره الحق، وباطنه الباطل، ويُقصد به خداع الآخرين.
| |
|
بزونة المنتدى عضو محترف
المزاج : عدد الرسائل : 4858 الموقع : ميووو بكل بيت العمل/الترفيه : تنظيفات ورا ابني 30 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 11/01/2010 اقامه : MI كيف تعرفت علينا ؟ : حليثاااااا دالقوش مااجمل ان تحب وتعشق شخص
وهو يودك لك نفس الشعور .....
| |