الراعي الصالح: يا لها من كلمة يفوق تأثيرها جميع الكلمات الأخرى التي تنسب صفاتٍ لبني البشر. فالرعاة حسب المفهوم البشري أُناس فقراء وبسطاء اتخذوا الرعاية مهنة متواضعة يكسبون منها عيشهم البسيط. أما الغنم فحيوانات ضعيفة وادعة ليس لها ما تدافع به عن أنفسها. ولولا نشوء مهنة الرعاية منذ القديم لاندثرت الأغنام بسبب كثرة الضواري وبطشها. فالرعاة يحمون أغنامهم ويدافعون عنها.
ولكن المسيح لم يقل عن نفسه أنه راعٍ، أي واحد من هؤلاء الرعاة، بل قال: ”أنا هو الراعي“ دلالة على أنه فريد في رعايته لا يشابهه فيها ولا يجاريه أحد من الناس قط.
والصلاح صفة للبر والخير والقداسة تفرّد المسيح له المجد بامتلاكها دون سواه. فهو الشخص السماوي الكامل في صفاته، العجيب في محبته وعنايته وتضحيته. ما أروع كلماته وهو يقول: ”أنا هو الباب، إن دخل بي أحد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى... وأما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل“ (يوحنا 9:10-10).