تأمّلات روحيّة من حياة شهيد الحُبّ:يسوع المسيح. ل

تأمّلات روحيّة في حياة شهيد الحُبّ: يسوع المسيح

حدثتني ببحة صوت ترافقة دموع اليمة .... فراحت اختنا تسترسل في طرح معاناتها وظروفها ..... ولا تزال تتساءل بلوعة قلب :لماذا هذا الالم الذي تواجهه ؟! حينها اعطيتها شيئًا من الحق بل كل الحق فيما قدمته وقالته ، وهذا حق من حقوقها كأنسانة أن تتسائل وتعاتب الله ...... وبعد تعب النهار عدت لصومعتي لاجلس بين اوراقي استمع لموسيقى الموسيقار باخ ورحتُ ادبج هذا الخاطرة فلعل فيها جواب لتساءلات اختنا وغيرها من تساؤلات القرّاء الاعزاء....
لو تأمّلت في الإنجيل ستجد علامات عديدة على ان يسوع الإنسان عانى كثيرًا وواجه ظروف صعبة وقاهرة .... لكنّه رغم كل شي بقي امينا لابيه السماوي :

_ ولادته في الاسطبل ، ومنذ ايامه الاولى كان هيرودس يلاحقه ليقضي عليه _.
_ حاربه الكنهة والفريسيين ورفضه كثيرين من الشعب الذين راحوا يطلقون عليه الكثير من الاتهامات ويرمونه بحجر الانتقادات والاشاعات كما يحدث لكهنته اليوم ولا سيما
المثمرين!
_ تجارب ابليس له : إذ دعاه المجرب للابتعاد والتخلي عن ارادة ابيه ورسالته، وقدم ما
قدم له من اغراءات ......... لكن المجرب فشل في مسعاه وبقى يسوع امينًا لله.
_ في يوحنا 6/66_67: نجد الكثير من التلاميذ ينسحبون بعد حديث المعلم عن خبز الحياة " فارتدّ عندئذ كثير من تلاميذه وانقطعوا عن السير معه . فقال يسوع للاثني عشر : افلا تريدون ان تذهبوا انتم أيضًا". .............ولا اقسى من ان يعيش واحدنا شعور تخلي الاخرين والتنكر له! !
_ مُلاحقة رؤساء الكهنة والفريسيين له ومطاردته ؛ حتى انه شعر بخيبة أمل ليذهب نحو نواحي صور وصيدا مبتعدًا عن الجموع و عن تلاميذه وامه .......وإذ بأمراة كنعانية وثنية تطرق بابه لتبدا له رسالة جديدة في عالم وثني بعد ان رفضه اهل بلدته!
_ صراعه الشديد بين ارادته وارادة الله . يسوع كانسان شاب ابن 33 سنة لا اكثر لم يشبع بعد من الحياة متشبثًا بها ، لا زال لديه الكثير ليقدمه . فترأه كأي إنسان في بستان الزيتون يصارع الموت فازعًا منه.... لكنّه رغم كل شي يستسلم لارادة ابيه " ابتي إن إمكن فلتبعد عني هذه الكاس ... لكن لا كما إشاء ، بل كما تشاء انت "( متى 26_ 39).
_ المه ازاء خيانة بعض تلاميذه ومواقف الناس وتلونهم . إذ وقف حائرًا متسائلاً ازاء ازدواجيتهم . فالشعب الذي نادى في الشعانيين ( اوشعنا) فرحًا يلوح باغصان الزيتون وسعف النخيل هو نفسه ينادي الآن في جمعة الآلام كما نسميها اليوم: ( اصلبه)! ليفضلوا عليه مجرمًا في نهاية المطاف ..... فلاسف كانت ولاتزال الازدواجية هي المشكلة الازلية للكثير من الناس .
_ خيانة تلاميذه له وهروبهم ونكرانهم وانسحابهم عنه. وليس هناك اصعب ولا اقسى من ان يخونك الاخرين بل يبعونك لاسيما اذا كانوا اقرب المقربيين أليك!!!!
_ ومن شدة الالم والعذاب علاوة على التخلي والهجران ومواقف الناس وقساوة الصليب يصرخ يسوع في لوعة قلب ( الهي الهي لماذا تركتني؟!) صرخة مُعبرة عن عمق واصالة انسانية يسوع ..... فالاناجيل لا تصور لنا يسوع مستهزئًا بالصليب غير مباليًا له، بل تصوره كأي إنسان مسحوقًا بالالم .
_ استهزاء لص اليسار والجنود وشماتت قادة الكهنة والشعب له ...... ولعل جل معاناته تجلت في نظرة الوداع لامه مريم ........... من اصعب الموقف على الام ان ترى ابنها يموت امام انظارها ...

ورغم كل هذه المعاناة والمحن بقي امينا في حبه لابيه وليغمض عينه بيدين الله ( أبتِ بين يديك استودع روحي).

وانت ايها القارى العزيز من الممكن ان تمر حياتك بمحن وصعائب لتجف علاقتك مع الله والاخرين ..... لكن لا تيأس ولنقتدي جميعنا بمعلمنا يسوع المسيح ..... فالهنا لم ولن يتركنا . أنه اله امين . فليكن اتكالنا على الله ابينا وما اروعه من أب !

من كتاب ( تأمّلات من حياة كاهن) 2008
للأب يوسف جزراوي
كاهن لا تيني
هولندا - هارلم

منقول من موقع قناة عشتار الفضائية
بواسطة كاتب الليل

زائر

يسلمو الايادي شكراااااااا

يسسسسسلموا يا كاتب الليل والف تحية للاب يوسف جزراوي شكرا

شكرا على كل كلمه كتبت ونقلت والرب يبارك الجميع
تحياتي وامنياتي
شكرا شكرا

تأمّلات روحيّة من حياة شهيد الحُبّ:يسوع المسيح. ل 319224

تأمّلات روحيّة من حياة شهيد الحُبّ:يسوع المسيح. ل 5869

» اقوال يسوع المسيح
» مالا تعرفه عن حياة المسيح
» يسوع المسيح يزورني في حلم

إرسال الصورة

تأمّلات روحيّة من حياة شهيد الحُبّ:يسوع المسيح. ل