هل هي أزمة كتّــاب أو أزمة كتابة ؟

هل هي أزمة كتّــاب أو أزمة كتابة ؟

نحن نكتب، ونكتب وننطلق إلى الناس والعالم، بدوافع عديدة ومختلفة، قد تكون، في مصافي تلك الدوافع، روح الأنانية المقيت، ولاسيما عندما نجد أنفسنا، أنّنا كتّـاب مغمورون، لا يعرفنا أحد، لا من قريب ولا من بعيد، فنذيل مقالاتنا المتعثرة، التي تحتاج إلى الكثير من المراجعة الشاملة، بعبارة لا تخلو من السذاجة والسخرية والضحك ( بقلم الكاتب ...)، لكي نبرز إلى الحلبة، ككتّـاب دخلوا معترك الحياة من أوسع أبوابه. رغم إننّا ندرك في أغوار أنفسنا العميقة، حقيقتنا، حقيقة (البئر وغطاها)، ولا نستحق تلك المنزلة الرفيعة، ولا تلك الهالة التي أحطنا أنفسنا بها، ما دمنا لا نميز بين الغث والسمين، بين استخدام (إنّ) و (أنّ)، في الكتابة، ولا نعرف كيف نستخدم (ة) و (ه) للأسماء وليس للضمائر. وهناك الكثير، الكثير من الكتّـاب الذين يلجئون إلى استخدام (ه)، وكأنّ مستودع اللغة من حرف (التاء) قد نفذ منه. وأيضا هناك من يجهل الفرق بين (رؤيا) و (رؤية) من حيث المعنى. بل وهناك من الكتّـاب، من يعبث بقواعد اللغة ونحوها، ولا يعبأ بالأخطاء الإملائية، اعتقادا منه بأنّه في عصر السرعة، وعليه أنْ يفعل كل شيء بسرعة، وليعترض من يريد، ويشمت من يشمت.

كثيرا ما نكتب عن أنفسنا، وتجاربنا، ومغامراتنا، وحتى عن الأمور التافهة التي لا تستحق الذكر ولا تتطلب منا الكتابة. لكننا نكتب بطريقة مسلية، ومضحكة وفي نفس الوقت سوداوية ومأساوية أيضا، لا تفتقر إلى عمق في رثاء الذات، نكتب ذلك لأجل تعزية أنفسنا التي تدور في حلقة مفرغة. وأحيانا نكتب أيضا عن أمور تطفو على السطح، عن الأحداث الساخنة، ونحلل ما حصل من أمور، بكيفية غريبة، لا تتفق مع العقل ولا مع المنطق. إنّ تلك ما هي إلا تسجيل مواقف، وعلينا أنْ نبادر في الحال من دون تردد.

ونكتب عن أشياء أخرى بدافع من حب الفضول، لا أكثر، إذ نسعى أنْ نلقي الضوء على الأمور، بحسب نظرتنا فقط. كذلك نكتب بهدف قلب الحقائق وتغيير بعض المفاهيم العتيقة التي أكل عليها الدهر وشرب، نكتب بمفاهيم أخرى جديدة، ومثيرة، ربما تمشيا مع المقولة الشائعة (خالف تعرف). وهناك أيضا من يحاول أنْ يقنع القراء، بأفكار متهرئة بالية، كأنْ يقول إنّ الجهل هو أفضل من العلم، ذلك بسبب علة في نفسه، وحرمانه من الحصول على قسط كاف من العلم والمعرفة، فيأتي بما لديه من السفسطة والمغالطة والترهات، لكي يبرهن من خلال تلك الأدوات الصدئة، على صواب نظريته، التي لا تستحق إلا صم الآذان، وطريقا إلى سلة المهملات.

وقد يكون الفراغ الذي نعاني منه، هو مصدر القلق الذي يلفنا بجلبابه القاتم، فنبحث عن شيء ما نستطيع من خلاله قتل الوقت، مع سبق الإصرار، لنكتب في الوقت الضائع، كتابات سخيفة ورديئة وغير أخلاقية، ولا دينية. كتابات لا تخلو من طابع الشرك والإلحاد، كأنْ نكتب مقالا تحت عنوان (الله في قفص الاتهام)، ونكتب مقالا ثانيا عن ( البحث عن الله). أظن أنّ هكذا مقالات تثير الاشمئزاز والقرف، وتظهر مدى غباء الإنسان، وتعنته.

ونكتب أيضا لأنّنا كتّـاب مرموقون بامتياز، ولا يمكننا الصمت، إذ نحن لا نقل في الأهمية عن سائر الكتّـاب الآخرين، رغم إنّ المنتدى هنا قد حسم الأمر، وأعلن بصورة تقطع الشك باليقين عن الكتّـاب الحقيقيين. فالكتّـاب الحقيقيون هم الذين يكتبون في قسم الآراء الحرة، إذ يتناولون السياسة باستفاضة، من ألفها إلى يائها، ويتحدثون عن الوطنية، بروح من الوطنية، بطابع لا يفهمه أحد سواهم. وقد ينتهي الأمر بذلك الموضوع إلى القفل (الحكم المؤبد) في السجن الكبير الذي أقيم في المنتدى، إذا ما تدخل شخص آخر، وحاول أنْ يبدي وجهة نظر أخرى أو (يلعب بذيله)، أو بطريقة لا تتفق مع رأي الكاتب المبدع، إذ لا مجال من نقيض الفرضية، ما دامت الأمور بعيدة عن الفلسفة واصطلاحاتها، وما دام الكاتب نفسه، لا يرغم نفسه لمفاهيم الفلسفة وسفسطاتها. فما هي الأهمية إنْ كانت الحرية، لا تتفق مع الاشتراكية ؟ لكن ذلك الفكر تباه ميشيل عفلق، ونجح فيه، وخدع كثيرين من العرب.

أما من يكتب في الأمور العابرة الأخرى، بما في ذلك المواضيع الثقافية، فهو أيضا قد لا يحسب كاتبا، حسب التصنيف الذي سبق وأشرتُ إليه. وأقول في هذا المجال، بثقة تامة، إنّ ما ينشر في قسم الثقافة حاليا، لا علاقة له بالثقافة. فالثقافة تتعامل مع العقل والمعرفة والفهم، مع المفاهيم الفكرية، والأخلاقية، مع الفلسفة والمبادئ، وأبطال الفلسفة، مع الأديان، مع الرأسمالية. وأظنّ أيضا من باب أولى، كان على مشرف القسم أنْ يعطي لمحة أو تعريفا عن معنى الثقافة. أحل قد يعزي المرء نفسه، ويدعي زورا وبهتانا، أنّه مثقف، رغم تعثره في ارتقاء سلم العلم. فالثقافة في أبسط معانيها هي " معرفة أحسن ما قيل وفكر به في العالم". ولا ثقافة من دون علم.

هناك أيضا فكر استقصائي، بخصوص من يكتب في الأمور الروحية، فهو في نظر الكثيرين، أقل شأنا، ولا يمكن أنْ يكون كاتبا، فهو يتبنى مواضيع مملة، لا تنفع ولا تغني، لا تتفق مع عصر الإلحاد الذي نعاينه. وكانّ فلسفة الكاتب الديني تقتصر في المقولة المشهورة " فسّر الماء بعد جهد بالمرء".

إنّ ما حصل في عالم التقنيات، قلب الأمور رأسا على عقب، وأفسد فن الكتابة، وقلبها رأسا على عقب، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالمواقع الالكترونية، إذ زحف الناس أفرادا وزرافات، وعلى مختلف مشاربهم وثقافاتهم على هذه المواقع، لعلهم من خلال الكتابة، قد يصبحون كتّـابا مرموقين، فيمارسون عمل الصحافة والإعلام من أوسع الأبواب. وقد يصبح أولئك، الذين يتعثرون في كتابة الشعر، وهم لا يفقهون قواعده، ولا أصوله، شعراء موهوبين، مشهورين، كالنار على علم.

وكما يقول المثل:" التمني هو رأس مال الفقير". إذ لا حلاوة دون نار. فإنّ الكتابة هي قبل كل شيء، فن، وعشاقه هم وحدهم الذين لهم الحق في تقديسه. ففن الكتابة ليس مجرد التلاعب بالكلمات، ولا اصطناع العبارات الواهية، ولا هو خلق الفوضى، بدافع من الخيال المضطرب، في غياب الفكر والوعي.

لا شك أنّ البعض ممن أصابتهم حمى الكتابة، يسعون في محاولاتهم أنْ يخدعوا أنفسهم، قبل أنْ يخدعوا القراء السذج الذين هم على شاكلتهم، الذين تنقصهم، الثقافة العلمية، فأولئك الكتّـاب يتعمدون إلى حشو مقالاتهم، بمعلومات، وأحداث مغلوطة وغير صحيحة مائة بالمائة، تفتقر إلى عمق. فالجزر الثلاث التي أشار إليها، أحد الكتّـاب هي تابعة للإمارات العربية التي احتلتها إيران 1971، وليست للبحرين. وأنّ البعثيين هم من اعترفوا بدولة الكويت في انقلابهم في 1963. كما حاول نفس الكاتب، أنْ ينتقد بعض الطوائف المسيحية الأخرى بكيفية لا تخلو من الاستقصاء، لا تتفق مع الروح المسيحية، وانتهى إلى القول إنّ المسيحيين ينبغي أنْ يؤمنوا بوحدة الكتاب المقدس. قال ذلك من دون أنْ يفقه إلى الخطأ الذي اقترفه بقصد أو غير قصد. فلو إنّه حصل على الكتاب المقدس، وقرأه بتمعن، لما انتهى إلى قوله المثير للجدل، وأصدر حكما عبثيا لتلك الطوائف التي لا تشاركه الرأي فيما ذهب إليه. وهكذا انتهى المقال، والمقال المضاد إلى الحكم المؤبد، في سجن المنتدى.

أما من يتغنى بالشعر، ويؤلف الشعر، وينتحله من الآخرين، فذلك أمر في غاية الخطورة. فهناك أناس يتحدثون عن الشعر، لكنهم بعيدون عنه كبعد الثرى عن الثريا. فهم يظنون، أنّ لا ولادة عسيرة له، إنّه مجرد ترتيب كلمات، ووضع قافية لأواخر الجمل، وهكذا يأتي الشعر. إنّه عمل بسيط. لكنهم يجهلون أنّ الشعر هو علم وفن بحد ذاته، هو علم العروض. ومن يريد أنْ يكون شاعرا عليه أنْ يغوص في أعماق ذلك البحر، وكل محاولة لا تشمل ذلك، هي محاولة عقيمة فاشلة، وخداع للنفس.

عزيزي صبري يوسف
الرب يباركك جدا على كل مقاله او موضوع يكتب منك

حقا اخي لماذا نكتب ؟؟ وما هي حاجتي للقراءه ؟؟ وكيف اكتب ؟؟ وكيف اقراء ؟؟
موضوع في عالم الادب ياخذنا بعيد جدا الى عمق يمكن (( الفراغ الموجود فينا ))
او لكي اوصل(( فكره عن شخصيتي ))
او لكي اتعلم (( كيف اكتب ))

كل هذا معقول جدا حتى اجمع كل كتباتي واقول انا الوحيد الكاتب الماهر ولا احسان عبد الفدوس في ادبه ولا اجاثا كرستي في قصصها ولا ولا ولا كل الكتبه

في كل هذا اتوقف عن الكتابه في الادب او قصص مؤلفه او منقوله عن الاشياء التي في العالم وانظر الى ضعف نفسي في فكري وما املكه من عبارات او كما قال اخي صبري في الاخلاط الاملائيه

لكن كل هذا لا يوقفني لكي اكتب ما يعطيني الروح القدس والرب يسوع من فكره لكي ابشر فيها حتى ولو شخص واحد لا اريد الكل من في المنتدى لكن الرب محتاج لشخص واحد ياتي اليه ويتمتع بالخلاص
لكي السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب
مهما كانت كتباتي ضعيف او املائي غلط ليس في هذا فرحنا انما الفرح الحقيقي الموجود في قلب كل مؤمن هو رفع كل حقل للحصد وكما يقول الكتاب (( الحقول ابيضت لكن الفعله قليلون

لابد من حدوث انقلاب في حياه كل شخص

الرب يباركك اخي صبري والى الامام لكي نتوحد في كلمه الرب وتخرج نفوس من قبضه ابليس الى يد الرب يسوع المسيح
ننتظر منك الكثير