تواضع مريم العذراء

تواضع مريم العذراء

تبجل كنيستنا العذراء كل التبجيل وتكرمها كل التكريم فهي فخر جنسنا وهى التى قال لها جبرائيل الملاك: "مباركة أنت في النساء" وهى التى نكرمها في قانون الأيمان حين نرفع أصواتنا بخشوع قائلين:
(( نعظمك يا أم النور الحقيقي ونمجدك أيتها العذراء القديسة والدة الإله لأنك ولدت لنا مخلص العالم أتى وخلص نفوسنا)).
وتطلق الكنيسة عليها ألقاب كثيرة تحمل المعنى الكبير الدال على مكانتها.
ومن بين هذه الألقاب: "الملكة الحقيقية، والدة الإله، العروس النقية، العذراء كل حين، السماء الجديدة، سيدتنا وملكتنا، المنارة الذهبية، فخر جنسنا، الحمامة الحسنة، ابنة صهيون، المركبة الشاروبيمية، السحابة العظيمة حاملة القدوس، الكرمة النقية التي لم تفلح".
والكنيسة تطوبها في التسبيحات اليومية وفى صلوات القداس وفى الأجبية، وتعلق صورتها على جام الأيقونات في الكنيسه كالملكة الحقيقية وهى التي نتشفع بها في صلوات القداس حين نقول: "بشفاعة والدة الإله القديسة مريم، يارب أنعم لنا بمغفرة خطايانا"

شكرا
وكل عام وانتم بخير
إن الفضيلة الأساسية والعظمى التي جعلت الرب ينظر إليها أنها كانت وديعة، إذا قالت السيدة العذراء لأنه نظر إلى أتضاع أمته" (لو1: 48)
وإذا كانت حواء قد أخطأت، وأخطأ معها أدم بالكبرياء، إذا أنها أرادت أن تصير مثل
الله عارفة الخير والشر، فإن*السيدة العذراء الوديعة وقد تجملت بالوداعة، ولو ان تكن العذراء وديعة لما جاء السيد المسيح الوديع منها، لأنه لا اتفاق للوداعة مع الكبرياء، وكما قال أحد الآباء: "إذا كانت الكبرياء دهى الخطية التي أسقطت الشيطان فالا تضاع هو الوعاء الذي يجمع كل الفضائل". -احتمال الكرامة والمجد:
أن احتمال الكرامة يحتاج إلى مجهود أكثر بكثير من احتمال الآلام والإهانات، والرب يسوع المسيح المتواضع كان لابد أن يختار فتاه متواضعة لكي يولد منها، ليس فقط من اجل جمال فضيلة التواضع، وانما لان الفتاة المتواضعة هي الوحيدة التى تستطيع أن تحتمل هذا المجد العظيم الذي به تدعى "والدة الإله".
- فمن هي التي تستطيع أن تحتمل هذا اللقب العظيم الذي لم يطلق على آية امرأة أخرى في الوجود.
- ومن تحتمل أن تسمع أن الروح القدس يحل عليها وقوة العلي تظللها، وان القدوس المولود منها يدعى ابن الله؟ ومن يقدر أن يحتمل ظهورات الملائكة وكثرة الرؤى والمعجزات التي تصحب وجود الله الكلمة فيها ومعها؟
فإن لم تكن فتاه متضعه ومنسحقة القلب من الداخل، فإن كل تلك الكرامة والمجد لابد أن يتعبها، لذلك كان لابد من فتاة لها من عمق ألا تضاع ما يعادل علو تلك الكرامة وهنا يظهر سمو العذراء مريم أم النور والتي كانت تسبح قائلة: "تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي، لأنه نظر إلى أتضاع أمته" (لو1: 48)
فالسيدة العذراء حينما صارت أماً لله لم تتكبر، بل اعتبرت نفسها أمة الله، وان كل خير يأتى إليها مصدره الله، ولذا قالت: "لأن القدير صنع بي عظائم" فحينما أتتها الكرامة زادتها على اتضاعها اتضاعاً، وعلى وداعتها وداعة.
خدمة الآخرين دائماً تكون مبنية على فضيلتين أساسيتين هما ((المحبة والوداعة)) والفضيلتان مرتبطتان ببعضهما البعض، فالشخص المحب إنسان وديع، والإنسان الوديع هو شخص محب.
والقديسة العذراء مريم عندما سمعت من الملاك عن حمل اليصابات قامت مسرعة إلى اليهودية في اتجاه الجنوب على بعد 177كم من الناصرة لكي تخدم نسيبتها، وحينما شاهدتها اليصابات صرخت وهى ممتلئة من الروح القدس قائلة: "من أين لي هذا أن تأتى أم ربى إلي" ** ولكن الطاهرة مريم بكل تواضع أعطت المجد لله، وقالت:
"تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصى، لأنه نظر إلى أتضاع أمته" (لو1: 48) فمع أن السيدة العذراء هي أم الله، واليصابات هي أم يوحنا المعمدان، إلا أنها لم تمنعها كرامتها التى آلت أليها، من خدمة الآخرين.
حقاً أن للاتضاع بركات كثيرة فحيث ألا تضاع هناك يحل الإله الوديع ببركاته ونعمه، وهو خير معين لنا فى جهادنا الروحي.
*** إن السيدة العذراء مريم هي مستودع القداسة لأنها حملت في بطنها ينبوع القداسة ولقد صارت وستبقى مدى الدهور شفيعة للبشرية لدى ابنها الرب يسوع، فقداستها وطهارتها وفضائلها هما المصدر الذي ينير أفكارنا وعقولنا 00 فلنتطلع إلى السيدة العذراء مريم أم النور كل حين، ولنتشفع بها على الدوام في صلواتنا طالبين شفاعتها وبركاتها.

ولربنا المجد إلى أبد الآبدين آمين

القديسة العذراء مريم تقف في كل أجيال التاريخ في نقطة المركز
من دائرته، لقد اختارتها نعمة الله لتصبح رابطة بين السماء
والأرض، بين الفردوس المفقود والفردوس المردود، وفي شخص وليدها
ومن اجله، ألا نعظم الله معها، ألا نعظم الله من أجلها، ألا
نشترك مع جميع الأجيال في تطويبها، فنقول مع أليصابات :
"مباركة أنت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك".
شكرا
ااااااااااااااااااااااااااا موضوع رائع
تواضع مريم العذراء 124347

» السيده العذراء مريم
» مريم العذراء
» رسالة من العذراء مريم

إرسال الصورة

تواضع مريم العذراء